منحوتة وقصة: صمت الخشب في يد عايض الشهراني
في ركن من أركان معرض الرياض للفنون، وقفت منحوتة خشبية صامتة… لكنها لم تكن عادية. لم تكن مجرد قطعة فنية تُعرض. كانت حكاية تُهمَس.
المنحوتة تُجسّد رجلًا مسنًا جالسًا على الأرض، يمد يديه نحو السماء، لكن دون ملامح واضحة. مجرد خطوط منحوتة بدقة، توحي بالانكسار، والتسليم، والشوق لشيء لا يُقال.
اسم العمل: “دعاء من جذع النسيان”
نحتها الفنان السعودي عايض بن طالع الشهراني من قطعة خشب سدر قديمة، استخرجها بنفسه من إحدى القرى الجبلية جنوب المملكة.
يقول الشهراني عن هذه المنحوتة:
“وجدت قطعة الخشب في مزرعة مهجورة، كانت متشققة، تنبض بالزمن، فجلست معها ساعات… شعرت أنها ليست ميتة، بل تنتظر من يسمعها.”
بدأ بالنحت دون تصميم مسبق، وترك الأداة تسير مع خشونة الخشب.
لم يحاول أن يفرض على الخامة شكلًا، بل جعلها تروي قصتها: يدٌ ترتجف من الشوق، وظهرٌ مثقل بالغياب، ووجهٌ لا ملامح له… لأن كل من يراه، يرى نفسه فيه.
الخشب لم يكن مجرد خامة… كان شاهدًا على زمن، وعايض لم يكن ينحت شكلًا… بل استخرج روحًا.
في روائع النحت، لا نؤمن بأن المنحوتة تُصنع فقط… بل تُستخرج من صمت المادة.
ومع كل عمل مثل “دعاء من جذع النسيان”، ندرك أن الفن الحقيقي هو ذاك الذي لا يُقال… بل يُشعر.