حين يهمس الخشب: كيف تختار الخامة التي تناسب روح العمل؟

5 مايو 2025
Heba Hassan
حين يهمس الخشب: كيف تختار الخامة التي تناسب روح العمل؟


حين يهمس الخشب: كيف تختار الخامة التي تناسب روح العمل؟



في عالم النحت، لا يبدأ الفن بالإزميل ولا ينتهي عند آخر لمسة صقل… بل يبدأ من الخشب نفسه. نعم، تلك القطعة الساكنة تحمل في صمتها شخصية، ومزاج، وروح. لكن السؤال الأهم: كيف يعرف النحّات أي خشب يناسب “روح” العمل الذي يريد أن ينجزه؟


الخشب ليس مجرد خامة؛ بل هو لغة. ولكل نوع من الخشب نغمة، إحساس، واستجابة تختلف كليًا عن الآخر. هنا بعض أسرار هذا الاختيار الساحر:





1. روح العمل تحدد الملمس



إذا كنت تنحت مشهدًا هادئًا أو شخصية ذات وقار، فقد يناسبك خشب الماهوجني أو الكرز، بلونهما العميق وملمسهما الناعم. أمّا لو كنت تسعى لتجسيد حالة من التمرد أو الانفعال، فإن خشب البلوط أو الجوز بطبيعتهما الخشنة وتعرجاتهما القوية يعبّران عن الصخب بصمتٍ بليغ.





2. التفاصيل تحتاج خشبًا مطاوعًا



المنحوتات التي تتطلب دقة بالغة وتفاصيل رفيعة تحتاج أنواعًا مثل خشب الزان أو الليندوود، لأنهما يقدّمان للنحات نعومة في التشكيل دون أن يتشقق الخشب أو يخونه في اللحظة الأخيرة.





3. الوزن يهم… حين يكون الأثر خفيفًا



بعض الأعمال تحتاج لأن تكون خفيفة في حملها، سهلة في نقلها، وهنا تأتي أخشاب مثل الصنوبر والصفصاف، اللذان يمنحانك حرية في الحركة دون التضحية بالجمال.





4. اللون ليس تفصيلة ثانوية



اللون الطبيعي للخشب جزء لا يتجزأ من روحه. أحيانًا لا تحتاج أن تلوّن الخشب على الإطلاق، لأن لونه وحده يكمّل المعنى. على سبيل المثال، خشب التيك بلونه الذهبي الدافئ يعطي إحساسًا فخمًا وراقيًا دون أي إضافات.





5. دع الخشب يختارك أحيانًا



بعض النحاتين يقولون إنهم لا يختارون الخشب، بل الخشب هو من يختارهم. قد تقع عيناك على قطعة بها شقوق أو عقدة غير متوقعة، فتُلهمك بفكرة ما كانت في بالك. وهنا، يصبح العمل رحلة مشتركة بين يد الفنان وصوت الطبيعة.




في “روائع النحت”، نؤمن أن كل قطعة خشب هي كائن حي صامت، تنتظر من يصغي لها. فالنحت الحقيقي ليس في الأداة، بل في هذا الإصغاء العميق… حين يهمس الخشب.