حين يحكي الخشب قصته: الفن الذي ينبض من قلب الطبيعة

17 أبريل 2025
Heba Hassan
حين يحكي الخشب قصته: الفن الذي ينبض من قلب الطبيعة

حين يتنفس الخشب فنًّا: من الغابة إلى الأعجوبة


في عالم النحت، لا شيء يتكلّم بصمتٍ أبلغ من الخشب. قطعة قد تبدو للوهلة الأولى جامدة، لكنها تحمل في أليافها ذاكرة الغابة، وصوت الطيور، ودفء الشمس… وما إن تقع بين يدي نحّات حقيقي، حتى تبدأ بالتحوّل: من مجرد جذع إلى عملٍ يهمس، يروي، ويتنفس.


الخشب… المادة التي ترفض أن تموت

ربما قُطع من شجرة، لكن الخشب لا يموت. هو يستمر بالحياة في هيئةٍ جديدة، أكثر دهشةً وخلودًا. يصبح وجهًا يبتسم، أو يدًا تتضرع، أو جسدًا يتلوّى بالحركة. في كل قطعة خشب نحتت، هناك حياة ثانية تبدأ.


النحت الخشبي ليس فنًا… إنه شراكة

الخشب لا يُطوَّع بسهولة. إنه لا يخضع كالحجر، ولا يتشكل كالشمع. هو شريك. يُقاوم، يتكلم، يُخفي عُقده وأسراره، ويمنح نفسه فقط لمن يفهمه. لذلك، كل منحوتة خشبية حقيقية هي حوارٌ صامت بين الروح والمادة.


لماذا نعشق الخشب؟

لأنه عضوي، دافئ، حيّ. لأنه يتغيّر مع الضوء، ويتنفس مع الرطوبة، ويتشقق حين يُهمَل. لأنه يمنح كل عمل فني بصمة فريدة لا تتكرر، مثل بصمة الإنسان تمامًا.


في زمن الطباعة ثلاثية الأبعاد، يبقى النحت الخشبي فنًّا يدوّي بالصمت

في عالمٍ باتت الآلة فيه تخلق كل شيء، يبقى الخشب يقول شيئًا مختلفًا: “أنا لم أُخلق في مصنع… أنا خرجت من قلب الطبيعة، وعبرت عبر يدٍ بشرية، وتركت أثري في العالم”. وهنا يكمن السحر.


روائع النحت تعرف الخشب كما تعرف النبض

في “روائع النحت”، لا نعرض منحوتات فحسب، بل نعرض لحظة صداقة بين فنان وخشب، بين إنسان وشجرة، بين فكرة وتجسيد. وكل منحوتة نعرضها، هي شهادة بأن الفن لا يحتاج صوتًا… يكفي أن يُرى.