الخشب… لغة الطبيعة في يد النحات

14 أبريل 2025
Heba Hassan
الخشب… لغة الطبيعة في يد النحات

الخشب: سِر النبض الدافئ في منحوتات الخيال


في زاوية هادئة من مرسم النحات، لا يلمع الخشب كالمعدن، ولا يبرق كالرخام، لكنه يهمس… وذاك الهمس وحده يكفي ليبدأ الإلهام.


الخشب ليس مجرد مادة، بل كائن عضوي يحمل حياة سابقة بين أليافه. كل عقدة في جذعه، كل شق صغير، هو أثر لحكاية عاشتها الشجرة، وانتقل أثرها إلى يد الفنان. ربما لهذا السبب تخرج المنحوتات الخشبية أكثر دفئًا، أكثر صدقًا، وكأنها تمتلك قلبًا نابضًا.


النحات الذي يعمل على الخشب لا يقاتله، بل يتحاور معه. يحترم اتجاه أليافه، يستمع إلى صمته، ويتوقف أحيانًا ليسأل: ماذا تريد أن تكون؟ كل قطعة خشب تحمل احتمالات لا تُعد، وما على النحات إلا أن يكشف عنها بلطف.


ما يميز الخشب في النحت هو طبيعته “الناقصة”، تلك التي تفتح باب الخيال. ليس أملسًا دائمًا، ولا مستقيمًا كخط مرسوم، بل يشبه الحياة بتعقيدها وتعرجاتها. ولهذا، تصبح المنحوتات الخشبية أكثر ارتباطًا بالمشاعر البشرية، وأكثر قدرة على لمس المتلقي دون ضجيج.


في “روائع النحت”، لا نعرض أعمالًا فنية فقط، بل نكشف عن العلاقة الحميمة بين الإنسان والطبيعة، بين الخيال والخشب، بين يد تحفر… وروح تنحت.